فشل زرع الأجنة
يحدث فشل زرع الأجنة عندما يفشل جنين في وضع نفسه في بطانة الرحم (غشاء بطانة الرحم) بعد نقل الأجنة. كما يمكن أن يحدث ذلك الفشل في دورات الإخصاب الطبيعية، عند حدوث الحمل، ولكن يبقي الحمل على وضعه بدون تطور. يمكن الاشتباه في فشل زرع الأجنة في هذه الحالات على أنه طَمْث شديد في بداية الدورة الشهرية التالية، ولكن يحدث الفشل في معظم الأوقات دون حدوث أي أعراض على الإطلاق.
إن اختبار الحمل السالب يعتبر نتيجة مروعة ومدمرة للبعض خصوصًا بعد الجهود الكثيرة المبذولة للحمل والتي تعتبر مكلفة في الوقت والتأثير النفسي والمال. ولكن بالرغم من كل التطورات الطبية والعلمية في مجال الطب التناسلي وسائل الإخصاب المساعد (ARTs)، لا تؤدي 40-50٪ من دورات العلاج إلى نجاح الحمل.
ولذلك، كما هو الحال في الحمل الطبيعي في ظل الظروف العادية، حيث تكون الأجنة غير قادرة على الانغراس في الرحم دائمًا، ويحدث نفس الشيء في التَّخصيب داخل المختبر(IVF). ولذلك، فإننا لا نستطيع اعتبار محاولة التَّخصيب داخل المختبر(IVF) ‘فاشلة’ إلا بعد إجراء محاولة أو محاولتين. وقد أظهرت التجربة أنه بعد ثلاث محاولات تخصيب داخل المختبر(IVF)، فإن أكثر من 80٪ من السيدات اللاتي يقل عمرهن عن 35 سنة سيصبحون حوامل، ولكن ذلك لن يكون هو الحال بالنسبة لحوالي 20٪ منهن. بالإضافة إلى ذلك، سيتعرض بعض من هؤلاء السيدات للفشل المتكرر في زراعة الأجنة.
نحن نعتبرها حالة فشل زراعة الأجنة عندما تتعرض سيدة لثلاث محاولات فاشلة أو أكثر في التَّخصيب داخل المختبر (IVF) مع نقل أكثر من ثمانية أجنة ذات جودة عالية.
هناك العديد من الأسباب لتكرر فشل زراع الأجنة، ونحن نقوم بإجراء الفحوصات الخاصة بعوامل الأم والأب المؤثرة وكذلك فحوصات الجنين من أجل التعرف على هذه الأسباب وتحديدها ووضع علاجات لها.
الفحوصات والعلاجات والحلول
-
عامل تخثر الدم: توجد مجموعة من الحالات التي تؤثر على كثافة الدم العادية مما تؤدي إلى زيادة تجلط الدم. عندما تتكرر هذه الحالات في منطقة أوعية دموية من بطانة الرحم، فإن نتيجة ذلك تتمثل في فشل زراع الأجنة. ويمكن الكشف عن ذلك عن طريق إجراء فحص الدم أو عمل بعض التحاليل الوراثية من أجل معالجتها/تحسينها بالدواء. تشتمل العوامل الرئيسية التي نتحقق منها من أجل الكشف عن إحتمالية الإصابة بتجلط الدم ما يلي: متلازمة مضادة الفوسفورية، مانع التخثر الخاص بالذئبة، مضاد الكارديوليبين AP، خلل في بروتين C وS، خلل مضاد لثروببين III، مختزلة الميثيلين تتراهيدروفولات (أو الحمض الأميني)، بروثرومبين G2021OA، وعامل لايدن
-
تقييم بطانة الرحم
- إن سمك بطانة الرحم عامل مهم بالنسبة لحمل الجنين الأولي. ويمكن أن تكون بطانة الرحم الأرق بـ 5 ملم هي السبب وراء فشل زراعة الأجنة المتكرر. يمكن أن تتأثر درجة تقبل الرحم للأجنة- حيث يعتبر التوقيت الأمثل الذي يستقبل فيه الرحم الجنين في مرحلة مبكرة – في بعض الأحيان بتحفيز المبيض خلال دورة التَّخصيب داخل المختبر(IVF). وفي الحالات التي يكون فيها هذا التأثير قوي، يمكن أن تتغير “فتحة الانغراس” بشكل تام مما يتسبب في حدوث فشل زراعة الأجنة. ونحن هنا في مركز العين للإخصاب، نقوم بتجميد البويضات بعد جمعها وتجهيز بطانة الرحم لاستقبالها بالعلاج الدوائي من أجل التغلب على هذه المشكلة. ويمكن استئناف دورة التَّخصيب داخل المختبر (IVF) عن طريق إذابة البويضة وإجراء الإخصاب ونقل الأجنة عندما تكون بطانة الرحم جاهزة.
- ويمكن أيضًا أن يتأثر تقبل الرحم للجنين بعمر الأم المتقدم، وخاصة في السيدات اللاتي يزيد عمرهن عن 37 سنة. وللتحقق من تقبل الرحم للجنين لكل حالة من الحالات المذكورة أعلاه، فإننا نقوم باستخدام الاختبار الجيني الشامل بالكامل وفحص تقبل بطانة الرحم للجنين(ERA®). سوف يساعد تحديد “فتحة الانغراس” على إجراء نقل الأجنة في الوقت المناسب للقيام بعملية الزرع.
- يمكن أن تساهم أيضًا حالات بطانة الرحم الأخرى، مثل وجود الزوائد اللحمية أو الأورام الليفية، في حدوث فشل زراعة الأجنة. ويمكن الكشف عن هذه الحالات عن طريق عمل منظار داخل الرحم، وفي معظم الحالات، يتم علاج ذلك بشكل صحيح عن طريق التدخل الجراحي (على سبيل المثال المنظار الجارحي داخل الرحم
- وبالإضافة إلى ذلك، يمكننا استخدام ثقب جدار الأجنة المساعد وهي عبارة عن طريقة يستخدم فيها الليزر لإضعاف طبقة الجنين الواقية (المنطقة الشفافة). ويمكن للجنين في مرحلة مبكرة من خلال هذه التقنية أن يقوم بلصق نفسه بسهولة في بطانة الرحم.
- تقييم قناة فالوب: يمكن أن يؤدي أيضًا انحراف أو انسداد الأنابيب التي تربط المبيض بالرحم (قناة فالوب) إلى فشل زراعة الأجنة المتكرر. ويمكن أن يتم فحص قناتي فالوب من خلال اختبار الكشف الأنبوبي، ويمكن الاستعانة بالتدخل الجراحي التصحيحي و/أو العلاج بالدواء بناءً على نوع الحالة. وعلى سبيل المثال، كما هو الحال في اسنداد البُوق (وهي حالة تكون فيها قناة فالوب مسدودة ومملوءة بالسوائل)، ونقوم عادةً بمعالجتها عن طريق منظار البطن.
- تقييم المناعة: يشمل مستويات متزايدة من الخلايا القاتلة الطبيعية والأجسام المضادة الذاتية التي يمكن أن تهاجم الجنين وهو في مراحله الأولى وتقضي عليه. ويمكن الكشف عن الأسباب المناعية عن طريق فحص الدم ومن ثم علاجها أو التخفيف من حدتها عن طريق الدواء.
- سلامة الحيوانات المنوية الوراثية: يمكن أن تؤثر الأضرار التي تلحق بالمادة الوراثية (DNA) للحيوانات المنوية على زراعة الأجنة في مرحلة مبكرة داخل الرحم. في بعض الأحيان، على الرغم من أن الجنين في وقت مبكرة يصل إلى مرحلة 2-3 يوم أو مرحلة الكيسة الأرومية (5-6 أيام) في المزرعة الحاوية ولها مظهر بنوعّية جّيدة، إلا أن تطوره التالي في الرحم قد توقف وفشلت عملية زراعة الجنين. ويمكن أن يساعد اختبار الحمض النووي مع هذا التشخيص.
- سلامة الحيوانات المنوية الكروموسومية: يمكن أن تؤثر عيوب الكروموسومات بسبب عدم توازن الصبغيات (فقدان واحد أو أكثر من الكروموسومات) أيضًا على بقاء الجنين على قيد الحياة وبالتالي إجراء عملية الزراعة بعد نقل الجنين. ويمكن الكشف عن هذا الاحتمال عن طريق إجراء اختبار فلورية التهجين الموضعي على الحيوانات المنوية. وعندما يتم الكشف عن وجود عيوب بالكروموسومات في الحيوانات المنوية، فمن الضروري اختبار الأجنة وراثيًا قبل نقل الأجنة مع تشخيص جيني لزراعة أجنة سابقة (PGD) و/أو فحص جيني لزراعة أجنة سابقة (PGS).
- تقييم الجنين في وقت مبكر: يمكن تسجيل التغييرات الطفيفة التي يتم ملاحظتها أثناء تطور الجنين، من انقسام الخلايا الأول من الخلية المختلطة للبويضة والحيوان المنوي إلى الجنين في عمر 2-3 يوم أو عن طريق مرحلة الكيسة الأرومية (5-6 أيام)، وفحصها بعناية باستخدام التصوير المتتابع لكل مراحل تطول الجنين بجهاز EmbryoScope®.
- الفحص الجيني: يعتبر هذا الفحص مهم حقًا للتعرف على عيوب الكروموسومات الوراثية أو التي يصعب ملاحظتها في الأجنة المحتملين. ومن المحتمل بشكل قليل زراعة الأجنة غير الطبيعية من الناحية الصبغية.
سيوفر نقل أجنة طبيعية بحالة جيدة من الناحية من الصبغية أفضل الفرص لزراعة الأجنة.
فحص فشل زرع الأجنة
يمكن أن تؤدي الفحوصات الشاملة المذكورة أعلاه إلى معرفة الإجابات والأسباب الكامنة وراء فشل زراعة الأجنة المتكرر، وكذلك استخدام العلاجات الفعالة و/أو وسيلة الإنجاب المساعدة البديلة الأكثر ملائمة، قبل إجراء دورة أخرى من الإنجاب باستخدام التقنيات.
ومع ذلك، بغض النظر عن السبب (الأسباب) المكتشفة، ما يزال فشل زراعة الأجنة المتكرر ممكنًا، ونحن لا يمكننا أن نضمن النجاح حتى بعد انتهاء الفحص والمعالجة الشاملة. يمكن أن يرجع فشل زراعة الأجنة المتكرر إلى أي سبب من الأسباب المذكورة أعلاه أو مجموعة منها أو لأي شيء آخر (عوامل غير معروفة). وإذا كان هذا الفشل راجع إلى سبب غير معروف، فان تقديم الحلول و/أو العلاج ليس بالأمر السهل. يمكن معالجة فشل زراعة الأجنة المتكرر بسهولة إذا كان السبب الأساسي هو تجلط الدم القابل للعلاج، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يُصبح ذلك تحديًا حقيقيًا عندما يكون السبب غير واضح.
ونحن هنا في مركز العين للإخصاب، نقوم بإجراء جميع الفحوصات الممكنة من أجل حل فشل زراعة الأجنة المتكرر. ويمكن أيضًا من خلال التقدم المُحرز في الأساليب والتقنيات الحالية الوصول إلى تفسير أفضل وإلى حلول أو علاجات أكثر في المستقبل. يمكن للأطباء المتخصصين لدينا أن يقدموا لك المزيد من المعلومات والتشاور معك حول كل الخيارات المحتملة وأن يقدموا لك الدعم عند الضرورة.